اهم الاخبار

رؤية و مفهوم

القرصنة الأخلاقية

تعد الجرائم السيبرانية إحدى مستحدثات العصر الذي نعيش فيه الآن، وأصبح من الممكن أن نستيقظ في يوم لنجد أن أحد المواقع الكبرى أو قاعدة بيانات حكومة إحدى الدول قد تم اختراقهم وتوقفت خدماتهم لمدة زمنية لا يستهان بها، ولأننا نعيش الآن في عالم لا يستغنى عن الرقمية ويعتمد اعتمادا شبه كلي على الكمبيوتر والإنترنت وقواعد البيانات الهامة، فأصبحت هناك حاجة ملحة لحماية هذه المواقع الهامة والحيوية بأي طريقة ممكنة، وهنا برز في السنوات الأخيرة دور القراصنة الأخلاقيين أو Ethical Hackers، ولكن ما هي القرصنة الأخلاقية؟

وكيف يمكنها حماية هذه المواقع؟ هذا ما سنتعرف عليه في السطور التالية ... القرصنة الأخلاقية هي استخدام أساليب القرصنة من قبل أطراف صديقة في محاولة كشف وفهم وإصلاح الثغرات ونقاط الضعف في الأنظمة الأمنية ويمتلك القراصنة الأخلاقيين نفس الإمكانات ويستخدمون نفس الأدوات والنهج الخاص بالقراصنة الإجراميين ولكن هدفهم هو تحسين أمن الشبكة دون الإضرار بها أو بمستخدميها، وتعد القرصنة الأخلاقية بروفة للهجمات السيبرانية الحقيقية، بالاستعانة بالقراصنة الأخلاقيين وتقوم العديد من المنظمات

لإطلاق عمليات محاكاة لمثل هذه الهجمات على شبكات الحواسب الخاصة بهم، وخلال هذه الهجمات يقوم القراصنة الأخلاقيون بعرض سبل قيام المجرمين السيبرانيين باختراق الشبكة والدمار الممكن أن يحدثوه بها بمجرد دخولهم عليها، ويستخدم محللي الأمن للمنظمة هذه البيانات للقضاء على مواطن الضعف في الشبكة لتقوية المنظومة الأمنية وحماية البيانات الحساسة. لمنظومة كمبيوترات أو شبكات، ويعد قرصان القبعة البيضاء مسمى آخر للقراصنة الأخلاقيين ويختلف عن قرصان القبعة السوداء أو القرصان الإجرامي بأنه مصرح له من قبل المنظمة باختراق واكتشاف مواطن الضعف في الشبكة ويلتزم التزام كلي بالقانون

ويكشف كافة مواطن الضعف في الشبكة للمنظمة التي تستعين بخدماته، ويعد العديد من قراصنة القبعات البيضاء من قراصنة القبعات السوداء السابقين، وتأتي هذه التسمية من أفلام الغرب القديم الأمريكية حيث كان الأبطال يرتدون قبعات بيضاء والأشرار يرتدون   القبعات السوداء ، وهناك أيضاً قراصنة القبعات الرمادية والذين يقعون في مكانة أخلاقية ما  بين البيضاء والسوداء ويعتبرون أنفسهم من الأشخاص الطيبين ولكن لديهم  مرونة في القواعد حيث من الممكن أن يخترق قرصان القبعة الرمادية شبكة ما دون أن يأخذ تصريح بذلك ولكنه من المرجح

أن لا يتسبب في أي دمار لهذه الشبكة. وتدين معظم الدول عمليات الهاكنج أو القرصنة وتعتبرها جريمة يعاقب عليها القانون، ولكن التهكير ليس دائماً جريمة، فالتهكير الأخلاقي يعد نشاطا مسموحا به في عدة دول حيث يسمح للهاكر باستغلال الشبكة الأمنية بتصريح من المنظومة المالكة لها مما يعطيه الصفة القانونية لممارسة عمليات التهكير. استخدام القرصنة الأخلاقية يمكن المنظمة من استحداث أدوات ومنهجيات فعالة وفقاً لنتائج عملية الهاكنج مما يحسن من موقف الأمن السيبرانى للمنظمة ، وتستخدم القرصنة

الأخلاقية فى تحديد مواطن الضعف والعيوب الأمنية الخطيرة في نظام أو موقع أو تطبيق ومعالجتها قبل أن يستغل من قبل الهاكرز،كما أنهم يجرون عمليات محاكاة للهجمات السيبرانية باستخدام نفس أدوات الهاكرز لمساعدة فرق الأمن السيبراني للاستعداد لهجمات مماثلة كما أنهم يقدمون خدمات تدريب على مواجهة التصيد الاحتيالي Anti-Phishing لمواجهة الفيروسات التى يتم إرسالها في رسائل نصية أو إيميلات أو مكالمة تليفونية، كما أنهم يشاركون في عمليات الاختبارات الأولية Beta Testing للبرامج والتطبيقات. وأخيراً، فإن الحروب في العصر الحديث ليست فقط حروب سلاح وجيوش، وإنما أيضاً حروب سيبرانية رقمية يمكن أن تقضي بها على منظومة دولة كاملة وتغرقها في الظلام بضغطة زر، ولذا فإن الاستعانة بخدمات الهاكرز الأخلاقيين هي وسيلة حماية استباقية ثبتت أهميتها في السنوات الأخيرة لتفادي أهوال وخسائر فادحة قبل أن تحدث.

موقعنا

Copyright @ EGAS 2022
Powered By : Idea World Web