ابناء ايجاس يحصدون شهادات الدكتوراه فى المجالات الفنية و الادارية
يهتم قطاع البترول بتدريب العاملين وتشجيعهم، فى الاستمرار على الحصول على الدرجات العلمية المتقدمة، إيماناً بأن العلم هو ركيزة أساسية فى تطوير القطاع وتميزه، من خلال خلق كوادر شابة قادرة على تحمل المسئولية، وتكملة مسيرة نجاج يعيشها قطاع البترول منذ نشأته. و من ضمنهم جاء نماذج ناجحة في الشركة القابضة للغازات الطبيعية (ايجاس) حصلوا علي درجة الدكتوراة في مختلف المجالات التقنية و الادارية.
أولا حصلت سارة محمد يوسف ابراهيم مدير عام تخطيط القوى العاملة والتعاقب الوظيفى على درجة الدكتوراه حول دور اعادة الهيكلة الادارية فى بناء البراعة التنظيمية فى الشركات بالتطبيق على قطاع الغاز فى مصر من الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا. تهدف الدراسة الى اختبار دور اعادة الهيكلة الادارية فى بناء البراعة التنظيمية فى الشركات بالتطبيق على قطاع الغاز فى مصر والمتمثل فى الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية " ايجاس" حيث انها الكيان المسئول عن أنشطة الغاز الطبيعي في مصر. وتعرف اعادة الهيكلة الادارية بأنها عملية منظمة لتطوير تنظيمات المؤسسة في أهدافها وأنشطتها ، وإزالة ما بها من ازدواج أو تضارب أو غموض ، ومراعاة التناسب بين حجم المؤسسة والمهام المناطة بها ، وكذا رفع كفاءة أداء الموظفين العاملين فيها ، وتسهيل مسارات ونظم العمل المتبعة وتحسينها ، كما تقوم بتعزيز الممارسات المؤسسية والعمل الجماعي والتنسيق المشترك، وترسيخ مبدأ المساءلة لضمان الإنجاز المتميز فى العمل.
وتم خلال الدراسة قياس اعادة الهيكلة الادارية بأربعة ابعاد هى " الهيكلة التنظيمية ( الخريطة التنظيمية ) ، هيكلة الموارد البشرية ، التغيير فى نظم و اجراءات العمل ، التغيير فى الثقافة التنظيمية". وتعرف البراعة التنظيمية بأنها ابداع قادة الشركة فى استغلال الموارد البشرية الحالية بالاستثمار فيهم وتنميتهم بكل السبل المتاحة لتنفيذ اهداف الشركة المستقبلية بكفاءة وفاعلية، وكذا اكتشاف الفرص الجديدة من تكنولوجيا معلومات وبرامج تطويرية لتطبيقها بشكل موازى للمنافسة مع الشركات العالمية ، كما تم قياس البراعة التنظيمية بثلاثة أبعاد وهى " الاستغلال ، الاستكشاف ، الهيكل التنظيمى المرن" ، وتم اجراء الاختبارات الاحصائية على عينة الدراسة المستهدفة.
توصلت الدارسة الى عدة نتائج منها ان هناك علاقات ارتباط قوية بين ابعاد الهيكلة الادارية والمتمثلة فى ( الهيكلة التنظيمية ، التغيير فى نظم واجراءات العمل ، التغيير فى الثقافة التنظيمية) مع ابعاد البراعة التنظيمية ، كما ان هناك علاقة تأثير لابعاد الهيكلة الادارية فى البراعة التنظيمية بمعنى ان التغيير فى ابعاد الهيكلة الادارية الثلاثة مجتمعة معاً تفسر ما نسبته 74,7 % من التغيرات التى تطرأ على البراعة التنظيمية. وعليه فقد اوصت الباحثة بعدة اقتراحات منها ضرورة اعادة هيكلة الموارد البشرية فى الشركة بإعادة تصميم برنامج لها على اسس واضحة ومدروسة جيدا ومحدثة للاستفادة به ، ضرورة التغيير فى نظم واجراءات العمل بالشركة لتساعد العاملين على الابداع والابتكار فى مجال عملهم ( اقتراح جدول زمنى للتنفيذ هذا التغيير) ، وذلك من خلال ابتكار نظم عمل جديدة بالانتقال من التخصص الدقيق فى العمل الى الاعتماد على تنظيم فرق عمل متعددة المهام لاكتساب المزيد من الخبرات المتعددة المتاحة ، وكذا العمل على تفويض السلطة ومشاركة المرؤوسين فى اتخاذ القرارات لتخفيف من مركزية السلطة والتوجه الى اللامركزية ، وايضا العمل على استغلال الطاقات الغير مستغلة بالشركة باستغلالهم وتدريبهم فى انشطة اخرى للاستفادة القصوى منهم ، وهذا يتطلب توفر هياكل تنظيمية مرنة تُسهل التغيرات بها عند الحاجة لذلك.
ثانيا حصل الجيولوجى محمود عبد الرسول مدير عام الدراسات الاستكشافية ومتابعة عمليات الاستكشاف على درجة الدكتوراه في تأثير الفعل المتبادل لرسوبيات الأوليجوسين والنظم البترولية على الامكانات الهيدروكربونية فى المنطقة البحرية لشرق دلتا النيل بمصر.
تقع منطقة الدراسة في المنطقة الشرقية البحرية لدلتا النيل بمصر في أعماق المياه من 28 إلى 1280 م ويتراوح العمر الجيولوجى لتتابع الصخور الرسوبية فى الحقول المكتشفة فى منطقة الدراسة من الأوليجوسين إلى الحديث. تتكون رواسب عصر الأوليجوسين فى منطقة الدراسة من متكون “تينة” ويمكن تقسيمها إلى الأوليجوسين العلوى (الشاتيان) والأوليجوسين السفلى (الروبيليان). أكدت المضاهاه الاقليمية لصخور الأوليجوسين بمنطقة الدراسة وجود طبقات الحجر الرملي داخل طبقات الطين في شرق البحر الأبيض المتوسط .
يتميز عصر الأوليجوسين في شرق البحر الأبيض المتوسط بانخفاض المنحدر المتصل مع احواض الترسيب وبالكثير من قنوات الترسيب التى كونت رواسب رملية تتميز بخواص صخور مكمن (خزان) ممتازة.
أوضحت خريطة السحنات الصخرية لمتكون "تينة" أن رواسب الأوليجوسين تتكون أساسا من سحنات الصخر الطفلي المتداخل مع الحجر الرملي، الحجر الغرين و المارل، بينما تتكون أساسا من سحنات المارل و الحجر الجيرى فى منطقة الجزء الجنوبي الشرقي من منطقة الدراسة.
يتراوح متوسط سمك صخور خزان الحجر الرملي في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط لعصر الأوليجوسين العلوي (الشاتين) بين 20 متر و 70 متر ، ويتراوح صافي سمك صخور الخزان الحامل للمواد الهيدروكربونية بين 11 متر و 33 متر،
من جهة أخرى يتراوح متوسط سمك صخور خزان الحجر الرملي في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط لعصر الأوليجوسين السفلى (الروبيليان) بين 20متر إلى 50متر، ويتراوح صافي سمك صخور الخزان الحامل للمواد الهيدروكربونية بين 2 متر إلى 25 متر.
تم فى الدراسة حساب التقدير الحجمي للزيت والغاز المتولد والخارج بعملية الطرد من صخور مصدر عصر الأوليجوسين فى مناطق التولد (المطبخ) ويبلغ حوالى 782 تريليون قدم مكعب غاز .تم اكتشاف منهم حوالى 7 ترليون قدم مكعب حتى الان, وباقى غير مكتشف حوالى 775 ترليون قدم مكعب غاز. وتوصلت الدراسة إلى أن هجرة واحتباس المواد الهيدروكربونية فى منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط تتم إلى أعلى ما لم يتم إعاقتها بواسطة الضغوط الأعلى داخل الطبقات الصخرية، وكذلك تتم هجرة الهيدروكربونات فى الاتجاه الأفقى والجانبى داخل طبقات مكامن الحجر الرملى فى اتجاه عكس ميل الطبقات ، أى فى اتجاه الشرق واتجاه الغرب من مناطق التولد بمنطقة الدراسة. وخلصت الدراسة ايضا إلى أن تكسير وتشقق الطبقات الصخرية قد يؤديا إلى زيادة نفاذية الطبقات الصخرية مما يساعد على هجرة الهيدروكربونات داخل الصخور.
ثالثا حصل الدكتور/ بسام شريت مدير عام مساعد بنيابة التخطيط والمشروعات، بالشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية – ايجاس، على الدكتوراه الثانية في إدارة الأعمال DBA لإدارة إستخدام الطاقة الخضراء، وتأثيرها على الأداء البيئي المستدام، وحصدة للمركز الأول على الدفعه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف.
وجاء إختيار نقطة البحث والدراسه لتواكب إستراتيجة الدوله للتنمية المستدامة "رؤية مصر 2030" في إستخدام الطاقة النظيفة، والحفاظ على البيئة، وكذلك إستضافة مصر لمؤتمر الأطراف COP27 خلال نوفمبر القادم 2022.
حيث تبلورت مشكلة الدراسة على أهمية ضرورة تبني مجابهة التغيرات المناخية، بتحسين الأداء البيئي المستدام بإستخدام الطاقة النظيفة، والخضراء والعمليات صديقة البيئه، حيث بلغت حصة الدول العربية من إجمالى إنبعاثات العالم من ثاني أكسيد الكربون 5.1% فقط، وتستحوذ كلًا من السعودية والإمارات ومصر على مايقرب من 61% من إجمالى إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون فى المنطقة العربية، وجائت مصر فى المركز الثالث من حيث حجم ثلوث الهواء بأكسيد الكربون، بحصة تصل لـ 12.3% من الإجمالى العربي.( British Petroleum, 2022)
وتوصل الباحث لعدة نتائج وبناءاً على ذلك ظهر ما يسمى بآليات الطاقه الخضراء والعمليات صديقة البيئه والتصنيع المستدام وهو مدخل لرقابة وتقييم وإدارة العمليات والأداء البيئي مع التركيز على الحد من النفايات والتلوث عند المصدر، والتركيز على إستراتيجيات منع التلوث، وإعادة التدوير، وإعادة الإستخدام كبديل للمدخل التقليدي وهومعالجة نهاية العمليات.
أعده / ولاء زاهر